لقد خص الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة الإسلامية علماءً عدول ثقات، يحفظون دينها، ويتمسكون بسنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ويذبون عن السنة النبوية كل غث وسمين، فيعرفون الحديث الصحيح ويأخذون به، ويعرفون الحديث الضعيف ويرمون به عرض الحائط.
ولقد ألف العلماء المسلمون في ذلك كتباً كثيرة، احتوت على الحديث الصحيح فقط، حيث كان مؤلفوها يختارون من الرواة العدول الثقات، الذين لا يعرفون الكذب، ولا ينسون حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وإن من أبرز العلماء الذين اشترطوا رواية الحديث الصحيح فقط في كتبهم، الإمامان الجليلان البخاري ومسلم، حيث يعتبر كتابيهما من أصح كتب السنة النبوية.
وحديثنا اليوم في هذا المقال عن صحيح الإمام مسلم، والمنهجية التي صار عليها صاحبه في كتابة الأحاديث النبوية :-
أولاً: بطاقة الكتاب :
اسم الكتاب: المسند المختصر بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمشهور بين الناس باسم (صحيح مسلم).
اسم المؤلف: أبو الحسين مسلم بن الحجاج، القشيري، النيسابوري، الواحدي، المتوفى سنة 261هـ.
حققه: عدة محققين من أشهرهم الدكتور محمد فؤاد عبد الباقي، والدكتور مصطفى شاهين لاشين.
ثانياً: التعريف بكتاب صحيح مسلم:
- يعد كتاب صحيح مسلم من أصح الكتب بعد صحيح البخاري على وجه الأرض، وعند جميع الناس، إلا المغاربة وأهل نيسابور، فإنهم يعتبرون صحيح مسلم أفضل وأصح من صحيح البخاري لعدة اعتبارات عندهم، منها: أن الإمام ولد وتربى بينهم، وصحيحه كان بعد صحيح البخاري فاستفاد من سابقه، وعدل على صحيحه، حتى مكث في كتابته ستة عشر عاما.
- أحاديث صحيح مسلم منتقاة من أكثر من 300000 حديث كان يحفظها الإمام المسلم، فوضع في صحيحه، أصحها حتى بلغ عدد أحاديث الصحيح 4000 حديث.
- رتب الإمام مسلم صحيحه على طريقة الأبواب، ولكنه لم يترجم لأبواب صحيحه، كما فعل الإمام البخاري في صحيحه، بل الذي ترجم الأبواب التي نراها في صحيح مسلم هو الإمام النووي.
- كان الإمام مسلم يجمع كل الأحاديث في الموضوع الواحد في مكان واحد، مما يسهل على طالب العلم في بحثه لأحاديث عن موضوع معين.
- وضع الإمام مسلم أحاديثه حسب الموضوع الواحد ضمن عنوان، تسمى كتباً فقهية، مثل كتاب الصلاة، وضع فيه كل الأحاديث التي تتعلق بالصلاة، وكتاب الحج وضع كل الأحاديث المتعلقة بالحج، وهكذا...
- يبلغ عدد الكتب الفقهية في صحيح مسلم ستة وخمسين كتاباً، تحتوي على أربعة آلاف حديث بدون الأحاديث المكررة.
- كان الإمام مسلم يكرر الحديث في صحيحه، بحسب الموضوع، فإذا كان الحديث يتعلق بالصلاة والصيام مثلاً، نجده يضع هذا الحديث في كتاب الصلاة، ومرة أخرى في كتاب الصيام، وهكذا لكل حديث على هذه الشاكلة.
- روى مسلم أحاديثه في كتاب صحيح مسلم من رجال ثقات، يخشون الله في رواية الحديث، فكان يروي الحديث عن رجال الطبقة الثانية، وينتقي من رجال الطبقة الثالثة عند علماء الحديث ورجالهم.
- كان الإمام مسلم يكتفي بمعاصرة الراوي، حينما يقبل منه حديثاً يرويه في صحيحه، على خلاف الإمام البخاري الذي كان يشدد في ضرورة اللقاء.
|
|
هل أعجبك الموضوع ؟ شاركه مع أصدقائك .
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire